- ما هو أصل القهوة؟
- من أين أتى البن، أين ظهر ومتى ؟
- ما علاقته بالثورة والفكر ؟
المعلومات المتوفرة أن منشأ المشروب هو اليمن، أما النبته فأصلها اثيوبي، ويقال أن أجداد قبيلة الاورمو هم أول من اكتشف الأثر المنشط لحبوب القهوة، ولكن هذه المعلومات لا تستند إلى أي دليل. وظهر أقرب دليل موثوق به سواء على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن، في منتصف القرن الخامس عشر، في الأديرة الصوفية في اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية.
دعونا حالياً نسلم أن أصل القهوة أو النبته هو اثيوبيا، ويقول اصحاب هذه النظرية أنها انتقلت إلى اليمن عن طريق الرحلات المارة باليمن في طريقها إلى مكة للحج.
في مقال بعنوان مشروب الشيطان : ٨ حقائق عن تاريخ القهوة ( A drink for the
devil: 8 facts about the history of coffee) المقتبس من كتاب بعنوان (
Coffee: A Drink for the Devil ) لبول كريستال
، الذي نشرته دار نشر
أمبرلي ، 2016. كتب أن الاسطورة تتحدث عن راعي اسمه كالدي، في القرن
التاسع إكتشف الأثار المنشطة للبن، عندما رأى ماعزه ينفعل بعد تناول حبات
البن. أخبر كالدي رئيس الدير في منطقته، حيث جاء الأخير بفكرة تحميص البن
وتذويبه في ماء ساخن، ومن هنا تم صنع أول فنجان قهوة، وبعد شربه ظل
مستقيضاً لساعات. ثم بعدها انتقل الى شبه الجزيرة العربية.
يضيف الكاتب، صوفي يمني يدعى الغوث الأكبر نور الدين أبو الحسن الشاذلي لديه مطالبة بأحقيته لاكتشاف القهوة: يقال إنه شاهد طيورًا تتغذى على البن وتحلق فوق قريته بشكل غير طبيعي. مما دفعه إلى تذوق بعضها ليجد نفسه في حالة نشاط غير عادية.
قصة أخرى تتحدث أن القهوة أكتشفت لأول مرة من قبل شخص اسمه عمر، وهو تلميذ للشيخ الصوفي أبو الحسن الشاذلي. جاء الشيخ عمر إلى وصاب منفيا من مدينة المخا، وعاش في كهف واشتهر بقدرته على علاج الناس من خلال الدعاء. في إحدى الأيام شعر الشيخ بالجوع وعندما حاول تناول بعض حبات البن وجد مذاقها مر. فقام بحرقها ولكنها اصبحت قاسية؛ في النهاية قام بغليها، لينتج عن ذلك سائل بني ذو رائحة عطرة. بعد شربه شعر بطاقة ونشاط غير طبيعي، ما ابقاه مستيقظاً لعدة أيام. وبهذا الاكتشاف الذي أعتبر معجزه في حينه، حصل الشيخ عمر على حظوة وقداسة، وسمح له بالعودة الى المخا ومنها انتشرت القهوة الى جميع انحاء العالم العربي.
التأثير الذي احدثته القهوة أرعب بعض السياسيين، لذا تم اللجوء الى الدين لمحاربتها، حيث دعى حاكم مكة خير بيك العلماء والفقهاء في عام ١٥١١ الى اجتماع، عندما لاحظ بأن النقاش السياسي في المقاهي يقوم بتأليب الناس لمناقشة إخفاقاته، ومن هنا ولدت العلاقة بين القهوة والثورة. نتج عن إجتماع مكة فتوى بتحريم القهوة، لكن النقاش استمر بعدها لمدة ١٣ عاماً حول القهوة وتأثيرها إلى أن أصدر السلطان العثماني سليم الأول مرسوماً بالسماح بشرب القهوة بناءً على فتوى من المفتي محمد أبو السعود أفندي، وتم اصدار حكم بعدها بإعدام خير بيك بموجب مرسوم سلطاني لفساده، وعادت لسابق عهدها. ولكن جرى ايضاً حظر مماثل عام ١٥٣٢ في القاهرة وتم نهب وحرق المقاهي ومخازن البن.
استمرت رحلة القهوة نحو العالمية لتغزو أوروبا عبر التجار الذين قدمو الى مدينة فينيسيا، وهناك اعتبر المسيحين الكاثوليك القهوة "اختراع شيطاني مر" ذو نفحة اسلامية، وثار حوله الجدل ليتم حظره. الذعر الذي احدثته القهوة دفع البابا كليمنت الثامن الى تذوقها، ليصدر مرسوماً بأن المشروب الإسلامي مسيحي أيضاً، وصرح قائلاً ( هذا المشروب الشيطاني لذيذ جداً .. علينا أن نخدع الشيطان من خلال تعميده)، ومنذ ذلك الحين ، أطلق على القهوة اسم مشروب الشيطان ، أو كوب الشيطان.#اليوم_العالمي_للقهوة