لا يجب أن تكون عملية اختيار اللون الأنسب لمشروعك عملية شاقة، فكل ما تحتاجه للقيام بذلك هو فقط الأدوات المناسبة وامتلاك الحس الإبداعي . يبدو الشرط الأول ممكناً ولكن لوكنت بالتأكيد تملك الحس الإبداعي لما كنت بحاجة إلى قراءة هذا المقال. أليس كذلك؟
نعم.. معك كل الحق عزيزي القارئ. ولكن دعنا نتفق على بعض النقاط. يمتلك العديد من الناس القدرة على الإبداع والابتكار في مجال معين فطرياً، فإما أن يكونوا قد ولدوا بتلك القدرات أو كانت لهم تجارب خاصة نمت ذلك الحس وصقلته. في المقابل يجد العديد من الناس ومنهم الكثير من المطورين صعوبات في اختيار ألوان مناسبة وجذابة ولكن إليك الخبر السار فكل موهبة يمكن تطويرها وتنميتها، فكل علم أو فن له قواعده وادواته ومن أجل ذلك جاء هذا المقال وغيره لمساعدتك في أن تنمي هذا الجانب. فمن يعلم ربما قد تكون لديك تلك القدرات ولكنك لا تعلم بها. إذاً فلنبدأ أولاً بمعرفة الأساسيات التي تساعدنا في ذلك. فمعرفة الأساسيات والقواعد في أي مجال إن لم تجعل منك رائداً في ذلك المجال فعلى الأقل ستجعلك قادراً على تلافي الأخطاء على الأقل.
" يقرر معظم الناس ما إذا كانوا يحبون منتجًا أم لا في 90 ثانية أو أقل. 90٪ من هذا القرار يعتمد فقط على اللون."
يمثل فهمك للألوان الركيزة الأساسية لإنتاج تصميم إبداعي أكثر جمالية وجاذبية. فكل عمل فني يعتمد في الأساس على احتوائه على تنسيقات لونية متناغمة ولا يخل بالمعايير الجمالية والأساسيات المتعارف عليها. وبالطبع فهناك نظريات لتفسير ذلك وتبسيطه.
نظرية الألوان Color Theory:
تعرف نظرية الألوان بأنها مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من القواعد والمبادئ التوجيهية والمعايير الجمالية التي تتعلق بالاستخدامات المختلفة للألوان على أساس علمي، بما يساعد في إنتاج عمل فني إبداعي. وتشكل هذه النظرية المرجع الأساسي لأي تصميم، حيث يستخدمها الفنانون والمصممون وغيرهم ممن لهم صلة في عالم الفنون. وتبنى هذه النظرية على عدة مفاهيم منها مجموعة الألوان الأساسية.
الألوان الأساسية:
قام إسحاق نيوتن من خلال بعض التجارب باستخدام المنشور بإثبات أن جميع الألوان الفيزيائية يمكن إنتاجها عن طريق ثلاثة ألوان فقط وهي الأزرق والأحمر والأصفر، وبعدها جاء من يرى بأن هذه الألوان لا يمكنها توليد جميع الألوان ورأى أن يتم استخدام اللون الأخضر مع الأزرق والأحمر، وهذا ما يفسر وجود نظامين للألوان الأساسية بالإضافة إلى نموذج ثالث يستخدم في الطباعة الملونة ويقوم هذا النموذج على الأرجواني والسماوي والأصفر، ويقارب نموذجًا آخر مشابهًا أضيف إليه اللون الأسود كمفتاحٍ رئيسيٍّ فحمل الاسم CMYK.
وتعتمد النماذج اللونية على نظامين لتوليد الألوان الفرعية. الأولى تعتمد على طرح أو تخفيف قيم الألوان والأخرى على تجميع الألوان وسيتم التطرق الى الاليات بالتفصيل في مقال منفصل بإذن الله.
حالياً ما يجب أن نعرفه هو انه إذا كان لديك مثلا شعار ونشرت الشعار على Facebook أو Twitter أو موقع الويب الخاص بك ولم تستخدم نظام الألوان الصحيح، فمثلاً إذا كان شعارك يحتوي على اللون الأصفر فسيظهر اللون في الشعار داكن وقريب من الوحل بدلاً من اللون الأصفر الفاتح. لهذا السبب، عند العمل مع الملفات لأي شاشة، استخدم RGB وليس CMYK.
نموذج خلط الألوان التجميعي (RGB: the additive color mixing model)
يرى البشر الألوان في موجات الضوء. يتيح لك مزج الضوء - أو نموذج خلط الألوان الإضافي - إنشاء ألوان عن طريق مزج مصادر الضوء الأحمر والأخضر والأزرق بكثافة مختلفة. كلما زاد الضوء الذي تضيفه، أصبح مزيج الألوان أكثر إشراقًا. إذا قمت بخلط ألوان الضوء الثلاثة، تحصل على ضوء أبيض نقي. تستخدم أجهزة التلفاز والشاشات وأجهزة العرض الأحمر والأخضر والأزرق (RGB) كألوان أساسية، يتم مزجها معًا لإنشاء ألوان أخرى.
يتم الإشارة الى القيم الكاملة في الألوان الثلاثة مجتمعة بالرقم (255,255,255) حيث كل خانة تمثل أحد الألوان والتي تبدء قيمها من الصفر إلى 255 وهذه القيم تمثل اللون الأبيض أما القيمة اللونية التالية ( 000,000,000) فتمثل اللون الأسود.
نأمل ان نكون قد قمنا بإعطائك معلومات أساسية عن الموضوع وبإذن الله سيكون لنا مقالات أخرى في سلسلة التصميم واختيار الألوان ابقوا بالقرب.